الموساد طلب معلومات عن الأسلحة المصرية التي تصدَّر إلى العراق سراً
علمت أن تحريات جهاز المخابرات العامة المصرية كشفت عن ان الجاسوس المصري شريف الفيلالي تلقى تكليفا من المخابرات الاسرائيلية الموساد للقيام بعدة مهام شملت تصوير بعض المناطق العسكرية في مصر وبياناً بأنواع الأسلحة الروسية في الجيش المصري وما تم من تطوير لها وصفقات الأسلحة المصرية التي تصدر الى العراق سراً ومحاولة اقناع بعض أقاربه السفر الى الخارج حتى يتم تجنيدهم لحساب الموساد بالاضافة الى معلومات تفصيلية عن مشروع توشكى ومعلومات حول تطوير أسلحة القوات البحرية المصرية. وحصول الجاسوس على مكافآت مقابل التقارير التي قدمها للموساد.
الاتحاد حصلت على الاعترافات الكاملة للجاسوس شريف الفيلالى التي أدلى بها في التحقيقات أمام نيابة أمن الدولة العليا بالقاهرة. وتفاصيل هذه الاعترافات مثيرة ومهمة وتحوي الكثير من الأسرار الخاصة بالقوات المسلحة المصرية التي تحاول اسرائيل ان تعرف عنها كل شيء·
- في بداية التحقيقات سأل المحقق المتهم عن اسمه وعمره؟
- اسمي شريف فوزي محمد أحمد الفيلالي، 34 عاماً.
- طبيعة عملك؟!
- حاصل على بكالوريوس هندسة مدنى من جامعة عين شمس دفعة 90 ووالدي مدير لأحد البنوك الكبرى بالقاهرة ووالدتي ربة منزل ولي شقيقة واحدة متزوجة من نجل رئيس مجلس ادارة احدى الشركات الزراعية·
- أسباب سفرك الى الخارج؟
- عقب تخرجى وجدت فرص العمل قليلة في مصر، فقررت السفر الى ألمانيا للبحث عن عمل واستكمال الدراسات العليا، وكان والدي في ذلك الوقت يعمل مديراً لأحد البنوك بالسعودية، ويتولى الانفاق عليَّ، وسافرت الى مدينة شتوتجارت الألمانية واقمت بها فترة وتعلمت اللغة الألمانية في احد معاهدها، وتعرفت على مصريين وعرب، وفي هذه الأثناء انضممت لحزب سياسي في تلك المدينة الحزب الليبرالي ويطلق عليه الألمان الليبراليين الصغار وكان هدفي الحصول على منحة ووجدت ان الحزب يدعم ويؤيد الصهيونية.
ويحكي شريف: اُصبت بحالة يأس، ولجأت للعمل في عدة أماكن.. كهربائياً في فندق وفنياً في معمل، وعشت قصة حب مع مضيفة في شركة الطيران الألمانية انتهت بالفشل وخلال اقامتي في ألمانيا تعرفت على سيدة يهودية تدعى ارنيا واثر تطور العلاقة بيننا، دبرت لى فرصة عمل وقدمتني الى شخص يدعى سلولوجيان ويعمل رئيس العمليات التجارية والشرق الأوسط باحدى الشركات الهندسية الكبرى ولها فروع في معظم دول العالم ومنها مصر واسرائيل وألحقت بالعمل في الشركة كمساعد له واثناء ذلك طلب مني رئيسي تعلم اللغة العبرية تمهيدا لارسالي الى اسرائيل وحاول اقناعي بمعاونة ارنيا بقوة اسرائيل في منطقة الشرق الأوسط فطلبت منه تعييني في فرع الشركة بمصر، لكنه رفض اثر ذلك التحقت بالمركز الثقافي الاسرائيلى في فرانكفورت لتعلم العبرية، وعندما فشلت في ذلك اغضب سلولوجيان وطلب من الشركة إنهاء عملي بها.
وتحت وطأة الفشل الذي أصابنى، سواء في تكوين ثروة او في الدراسات العليا أو في الحب قررت ترك المانيا وسافرت الى اسبانيا في مايو 96 واقمت في مدينة مايوركا وبدأت فيها تعلم الاسبانية، ومع تعثرى ماديا بحثت عن زوجة مسنة ميسورة الحال حتى تتمكن من الانفاق عليّ وفي هذا الوقت تعرفت على الاسبانية روزا سانشيز وتوطدت العلاقة بيننا وساعدتنى ماديا حتى تزوجنا في 14 فبراير عام .1997
بداية السقـوط
واجهتني مشكلة في البداية وهي ان روزا لم تكن منفصلة قانونيا عن زوجها، وكان لابد ان يكون الوضع قانونيا، وبعد طلاقها تزوجتها وعقب ذلك طلبت منها تنظيم رحلات سياحية الى مصر، وبالفعل نظمنا 5 رحلات من اسبانيا، وكنت اقيم عند حضورى مع أسرتى بالقاهرة، وفي آخر زيارة لمصر قررت قطع علاقتي بها وخلال وجودى في مصر اتصلت بي روزا وأخبرتني ان الشركة العملاقة تطلب مقابلتى للعمل بها وسافرت في يناير 99 الى مدريد، وتوجهت الى مقر الشركة والتقيت باحدى الفتيات التى تعمل مندوبة للشركة ،وطلبت منى تدوين بياناتى واقمت في فندق يديره شخص يدعى رومان ثم انتقلت الى غرفة بمنزل مملوك لسيدة تدعى جلوريا وخلال اقامتى في الغرفة تعرفت على جريجورى شفنتش ضابط روسى في جهاز المخابرات السوفييتي وعرفني بأنه يعمل في تجارة السلاح وسبق له بيع اسلحة لبعض الدول.
- وماذا دار بينكما من احاديث؟
- خلال هذه الفترة اقنعنى جريجورى بثرائه والذى ارجعه لتجارة السلاح الامر الذى كان دافعا لي لتقوية علاقتى به وشعرت انه الملاذ الذى سينقذنى من عثرتى المالية·
- وهل فاتحك في شيء؟
- نعم فاتحني في أمر غسل الأموال الناتجة عن تجارة السلاح، وعرض عليًّ اجراء ذلك في مصر وطلب منى اقتراحات ليتم من خلالها غسل الأموال. وطلب مني جريجوري معلومات عن المشروعات السياحية ومشروع توشكى مع تحديد ما اذا كان متعثرا من عدمه وحجم الاستثمارات به·
- وكيف حصلت على المعلومات المطلوبة منك؟
- اتصلت بابن عمى سامى وكيل اول وزارة الزراعية وطلبت منه كافة المعلومات عن توشكى فأرسل إليَّ كتيبا يتناول كل ما يتعلق بالمشروع وجميع المشروعات الزراعية العملاقة الاخرى كالوادى الجديد والنوبارية والمشروعات الزراعية في سيناء·
- وحول تكليفك بالمعلومات السياحية هل حصلت على معلومات؟
- جمعت معلومات عن الاستثمار السياحى في مصر بعد ان حضرت خصيصا للقاهرة وتوجهت الى البحر الاحمر واشتريت دليل الاستثمار وترجمته الى الانجليزية، وقمت بعمل رسم كروكى للاراضى في الغردقة ومرسى علم، كما اعددت دراسة عن حجم الاشغال السياحى وجنسيات السائحين المترددين على هذه المناطق السياحية وسلمت كافة التقارير الى جريجورى·
- ألم يفاتحك جريجورى بعملك لحساب أي جهة؟
- ثارت في نفسي الشكوك تجاه انتماء وعمالة جريجورى لاحد أجهزة الاستخبارات وتأكدت من هذا مع طلبه معلومات من عدة جهات وفاتحنى في شهر يونيو الماضي انني اعمل لحساب المخابرات الاسرائيلية الموساد فوافقته على ان يكون انتمائي لصالح جهاز مخابرات آخر ولم يمانع·
- وماذا طلب من معلومات؟
- طلب مني جمع معلومات عن احد المصانع المصرية في مقابل مادى كبير وابديت استعدادى لذلك، وطلب منى الاستعانة بابن عمى سيف الضابط السابق في القوات المسلحة المصرية للحصول منه على معلومات عن اسلحة تعمل في القوات البحرية·
كما كلفنى جريجورى بمعرفة ما اذا كانت القوات المسلحة المصرية قد ادخلت اى تطوير من عدمه على هذه الاسلحة وفي سبيل ذلك اتصلت بابن عمى سيف الفيلالى واخبرته بحاجتى لمعلومات عن اسلحة تعمل في القوات البحرية لكنه احالنى للاتصال باللواء حسين صادق فرغلى والذى خرج على المعاش·
واتصلت به وسألته عن هذه الاسلحة ونوع التطوير الذى أُدخل عليها، لكنه اجابنى بأن هذه أسرار عسكرية لا يمكن البوح بها، وحصلت على مبلغ ألف دولار من جريجورى مقابل ما حصل عليه من معلومات·
الموساد دربوني
- هل عقدت لقاءات مع ضباط مخابرات أجانب؟
- تنفيذا لما اتفقت عليه مع جريجورى عقدنا العديد من اللقاءات مع ضباط احد اجهزة الاستخبارات الاجنبية واعتقد أنهم ضباط في المخابرات الاسرائيلية وأن ذلك تم بتدبير محكم من جريجورى، وهذه اللقاءات أسفرت عن تجنيدى وتكليفي بمهام تتعلق بالنشاط الاقتصادى داخل مصر وتقاضيت ثلاثة آلاف دولار مقابل المعلومات التى قدمتها اليهم·
- ملحوظة: أكدت تحريات ومعلومات جهاز المخابرات العامة المصرية أن الجاسوس شريف الفيلالى وشريكه عميل الموساد في اسبانيا جريجورى التقيا بضابطى المخابرات الإسرائيلية تومس وكريستوفر واللذين توليا إخضاع المتهم المصرى لدورة تدريبية على جمع المعلومات وطرق تخزينه. وفي 27 سبتمبر الماضى أعد جهاز المخابرات العامة المصرية تقريرا مفصلا عن القضية وسلم الى المستشار هشام بدوى المحامى العام لنيابة أمن الدولة وانتقل محمد حلمى قنديل رئيس النيابة الى شقة المتهم شريف الفيلالى في مدينة نصر، وأبلغ والد شريف بطبيعة المهمة لكن الأخير نفى أن يرتكب نجله مثل هذه الجريمة لحساب اسرائيل، وفي حضور شريف جرت عملية التفتيش والتحفظ على أجهزةالكمبيوتر والتليفونات المحمولة التي يتحرك بها وعددها ثلاثة.
وتسلمت النيابة تقرير المخابرات العامة وجاء فيه:
- وجدت معلومات على أجهزة الكمبيوتر مخزنة وتحوى مواصفات فنية وخصائص لقدرات عسكرية متنوعة ونموذجاً لتوريد معدات عسكرية وصوراً لمعدات عسكرية·
- الهواتف المحمولة وجدت بها العديد من الرسائل غير القابلة للطباعة وكذلك مجموعة من الوثائق والمستندات التى تم مسح أجزاء منها·من بينها رسائل من جريجورى يطالبه بالاتصال بآخرين·
- كما وجدت برامج لعمل الاتصالات التليفونية المشفرة ورسائل بالبريد الالكترونى من المتهم الثانى لبعض الجهات والاشخاص بشأن معدات عسكرية وتقارير عن بعض الدول ومعلومات عن الشركة الدولية للاستشارات الاستخباراتية وهى تعمل في إسرائيل وكثير من الدول الأخرى .
وفي التحقيقات قرر سيف الفيلالى (يعمل حاليا مرشدا بهيئة قناة السويس) أنه في شهر يوليو 99 اتصل به ابن عمه شريف وقرر له أنه وكيل لاحدى الشركات ويريد شراء اسلحة من القوات البحرية ويرغب في معرفة ما اذا كان قد تم ادخال تعديلات عليها بواسطة القوات المسلحة المصرية فأجاب أنه يتحدث في أمور تتعلق بسلعة عسكرية وطلب منه الاتصال باحد اللواءات السابقين لعرض الأمر عليه. بينما قرر سامى محمد الفيلالى وكيل أول وزارة الزراعة والاستاذ بمركز البحوث الزراعية أن عمه فوزى اتصل به وقال له أن نجله يطلب معلومات عن كل ما يتعلق بمشروع توشكى فأرسل اليه كتيباً يتضمن ايضاحا لأهمية بعض المشروعات الزراعية بمصر ومنها توشكى وفرص الاستثمار بها وما بذلته الدولة من عناية تجاهها.
وكانت شهادة اللواء متقاعد حسين صادق محمد فرغلى في القضية التى تحمل رقم 1695 لعام 2000 بمثابة المسؤولية التى يكون عليها رجال القوات المسلحة حيث رفض أن يبوح بأى شىء عما يعلمه عن القوات البحرية التى خدم بها، ورفض الكلام. وفي شهادته امام النيابة قال: خلال عام 99 اتصل بى سيف الفيلالى الذى تربطه بى علاقة صداقة منذ كان ضابطا بالقوات البحرية وابلغنى ان ابن عمه يقيم في إسبانيا ويدعى شريف مفوض لشراء أسلحة من القوات البحرية، وأضاف أن شريف حدثنى وقال لى انه وكيل لشركة اسلحة ولديه تفويضاً للشراء من الجيش المصرى وأن لديه معلومات عن أن القوات المسلحة أدخلت تعديلات عليها وأنه يرغب في معرفتها· وأضاف أنه أجابه بأن تساؤلاته تتعلق بسلعة استراتيجية وتعد من الأسرار العسكرية التى لا يمكن البوح بها إلا من خلال القنوات الرسمية ويجب عليه أولا أن يرسل اسم شركة السلاح التي يعمل لديها، والتفويض الرسمي مع تحديد الجهة التي ستتسلم الأسلحة في حالة بيعها حتى يمكن عرض الأمر على المسؤولين في القوات البحرية ووزارة الدفاع إلا أن ذلك لم يحدث.
موضوع: جاسوس جديد 
السبت مايو 31, 2008 5:50 am
